مساحة إعلانية

     

 

    

  

الفيس بوك

فى ظلال "فأصبح هشيما تذروه الرياح"

بقلم عبد الفتاح ولد اعبيدن

 

 

لم أقصد فقط التذكير بذلك التحول ادراماكتي السريع للحالة الدنيوية في جانبها الناعم، حسب تصور بعض المستفيدين المغرورين بها غالبا، فهذا الجانب معروف، رغم غفلتنا عنه، وهو مفهوم لخصه الشاعر، وفق المعتاد، موت الجميع و اندراس ٱثارهم في صورة تتداعى بين الموعظة و الاعتبار، لدى أولى النهى والألباب.

 

ومن وجه ٱخر لدى الغافلين البلداء، قد لا يحرك إلا عقدة التقزز والخوف والألم الفطري، غير الموظف لديهم، للأسف، فأنشد واحد من فريق الشعراء النابهين، وإن لم يتبعوا أحيانا:

وما الناس إلا هالك وابن هالك

وذو نسب في الهالكين عريق

 

"وعبر شاعر آخر عن نموذج تعامل أفضل:

إن لله عبادا فطناء طلقوا الدنيا وخافوا الفتنى

نظروا فيها فلما علموا أنها ليست لحي موطنا

جعلوها لجة واتخذوا صالح الأعمال فيها سفنا".

 

أجل السياق القرءاني في هذا المقطع من سورة الكهف، مثل للحالة الدنيوية على وجه العموم والإجمال، مهما حلت واخضرت، في نظر المقبلين عليها، انغماسا وإعجابا وفتنة، أو تفرجا أو حرمانا وتلهفا وتمنيا، أو حتى على نسق ركوب اضطراري لموجتها الخطيرة السريعة، من أجل الوصول إلى شاطئ أمان دنيوي وأخروي، رغم ما تحمل من احتمالات النكوص والخديعة وخفر العهد.

 

فالحالة الدنيوية في التمثيل القرٱني في هذه الآية، مثل ماء أنزل من السماء، فاختلط ببذور ونبات الأرض، فأصبحت بعد خضرة أشير لها ضمنيا فحسب، هشيما تذروه الرياح.

قال الله تعالى "واضرب لهم مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات فأصبح هشيما تذروه الرياح وكان الله على كل شيء مقتدرا ".

 

الفاء الرابط ببن ومضات البرق الدنيوي السريع يفيد التتابع الخاطف، يا ساتر.

 

اللهم لا تفضح عبديك المسيء الحقير، المغرور بلعاعة الدنيا المأمولة، تمنيا فحسب ، والأماني رؤوس أموال المفاليس.

 

بفضلك اللهم لا بعملي..

 

لا حول و لا قوة إلا بالله.

 

أجل ربما يعلم هذا من الناحية النظرية كثير من الناس، لكن وجه الإثارة على فهم بعضنا، أن لعاعة الدنيا هذه، سريعة التحول والذبول والاندثار النهائي، نقبل عليها مندفعين مرهقين، لنحصد لا قدر الله خيبة الأمل والندامة، إن لم نصرفها فحسب في هلكتها ومقاصدها في الحق.

سبت, 23/06/2018 - 00:42