مساحة إعلانية

     

 

    

  

الفيس بوك

وداعا رمضان...عيد سعيد

 بقلم عبد الفتاح ولد اعبيدن

القصة أجملها الأفذاذ ، السلف الصالح ، من قبلنا ، كانوا يمضون ستة أشهر من بعد انقضاء رمضان يتضرعون لقبول الجهد الرمضاني، و كأنى بهم موقنين غير معجببن بأعمالهم ، غير مغرورين البتة ، شعارهم ، الظاهر و الباطن ، بفضلك اللهم  لا بأعمالنا . فقد روت عائشة أمنا رضي الله عنها و أرضاها ، عن سيدى خير المخلوقات طرا ، محمد بن عبد الله ، عليه أفضل الصلاة و أزكى التسليم " من نوقش الحساب عذب " . ثم يمضون الستة أشهر الأخرى ، فى الاستعداد لرمضان القادم بإذن الله . و الأعمار بيد الله . و ليس للانسان إلا القصد و العزيمة و بإذن الله طبعا . أما حقيقة الأمر و القضاء المكتوب فى اللوح المحفوظ ، ففى علم الله وحده .  قال الله تعالى " و ما تدرى نفس ماذا تكسب غدا و ما تدرى نفس بأي أرض تموت " صدق الله العظيم .

انقضى رمضان ، الذى شرع لحكم عظيمة ، ظاهرة و باطنة ،و فوائده يستحيل عدها و حصرها . سبحان الله . لكن مما أعلن أنه شرع مدرسة لتزكية النفس و رفعها إلى مقام التقوى،و تلك ثمرة مستمرة الينبوع ، دنيا و ٱخرة، بإذن الله، لمن صامه و صانه و قبل منه بإذن الله ، و الأخيرة مخفية إلى يوم لقاء الرحمان مع المؤمن الصائم لله وحده ، بعيدا عن الرياء و كل الشوائب ، و ما أكثرها و أصعب التحرز منها . قال الله تعالى جل شأنه " يا أيها الذين ٱمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون " . و قال الله سبحانه " إنما يتقبل الله من المتقين " ، و قال فى الحديث القدسي من رواية رسول الله صلى الله عليه و سلم ،و هو الصادق المصدوق " الصوم لى وأنا أجزى به " .

تقبل الله من سائر الصائمين و المحسنين و المسلمين . اللهم ٱمين .اللهم اغفرلنا ما اقترفنا فى حقك و حق عبادك و سائر مخلوقاتك و حق أنفسنا . يا أ الله .

يا أول بلا بدابة و يا ٱخر بلا نهاية ، يا صاحب جميع صفات الكمال و الجلال و الجمال . اللهم بفضلك و تجاوزك و تكرمك فحسب . غفرانك ، غفرانك ، غفرانك ... أما العيد فما زال متواصلا مع يومه الثانى ، فى أبهج حلله ، لكن ههيات ،هيهات ، العمل الصالح ، ليس بالكلام فحسب. فكم من قريب لى شخصيا أصله و يقطعنى ، و إن تواصلت مع أحد اهل الدثور ، لا يحسب الأمر غالبا إلا خوفا أو طبعا  ، للأسف البالغ .إلا من رحم ربك .إحذروا معشر أهل البلاء من أهل المال ، فهو نقمة عليكم ، فى الدنيا و الٱخرة ، إن لم تؤدوا حقه و ليست الزكاة وحدها ، التى تمنعونها غالبا، و تمنونها و تسيؤون توزيعها أحيانا . إف لما تصنعون . الرحم متعلقة بساق العرش تدعو مجيبا كريما ، و تصرخ و تنادى البر الرحيم الرحمان ، وصل الله من وصلنى و قطع الله من قطعنى .

وها نحن نعبر عن ذلك فى الدنيا . فاحذروا معشر البخلاء ثورة المكتوين بنار احتقاركم و بخلكم الطاغى، الذى يستحيل صبره قليلا أو كثيرا إلا لله . و احذروا عقاب الله العليم بصدق  هذه السطور . فعقابه فى الدنيا و الآخرة .

و لا تنسوا معشر المعيدين معاناة المسلمين جميعا.

جمعة, 15/06/2018 - 10:45