مساحة إعلانية

     

 

    

  

الفيس بوك

عادت الأيام والسنين وتكررت الأحداث ولم يعد العرب لفلسطين

محمد الأمين سيدي بوبكر

بعد مرور قرن من الزمن علي بداية تنامي الأطماع الصهيونية وسطوة الإستعمارات الغربية، متمثلة في صدور وعد بلفور المشؤوم لليهود بوطن قومي لهم علي أرض فلسطين التاريخية، والذي يعتبر عطاء من لا يملك لمن لا يستحق، وكان بداية لنكبة فلسطين ومعاناة الفلسطينيين من خذلان الأشقاء وتشفي وشماتة الأعداء وتنقلهم علي مدي قرن من الزمن من نكبة إلي نكبة ونكسة إلي نكسة وإبادة إلي إبادة ومن تغريبة إلي تغريبة، ولم تكتف ابريطانية بإعطائها ما لاتملك لمن لايستحق فحسب بل لم تدخر جهدا وبذلت قُصار جهدها في تحقيق هذ الهدف غير النبيل، وﻫﻮ ما يجعلها صاحبة قضية جنائية بحق الشعب الفلسطيني وصاحبة مسؤولية تاريجية عن كل مالحق بالشعب الفلسطيني من ويلات ومأساة وتنكيل وقتل وتهجير وتغريب وتشريد وتطهير،

وقد وضعت فلسطين تحت الانتداب البريطاني بعد الحرب العالمية الأولي وعملت ابريطانيا علي استجلاب المستوطنين اليهود إلي فلسطين وتشجيعهم علي الهجرة إليها، وعندما أدرك الفلسطينيون ما يدبر لهم من مكائد هبوا سنة 1920 مطالبين بإلغاء الانتداب البريطاني علي فلسطين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة، لكن ابريطانيا أصمت الآذان عن تلك المطالب واستمرت في انتدابها وغضت الطرف عن وجود عصابات إرهابة يهودية ارتكبت العديد من الأعمال العدوانية والتخريبية ضد الشعب الفلسطيني، فيما رد الفلسطينيون علي ذالك بالكفاح الذي بلغ ذروته سنة 1936 حيث أعلنوا الإضراب العام  واتحدوا في إطار موحد يعرف بالجنة العربية العليا وسرعان ماتحول الإضراب إلي ثورة مسلحة انضم إليها متطوعون من البلدان العربية المجاورة وتعددت عمليات التدمير للمنشآت البريطانية، فأرادت ابريطانيا وضع حد للأضطرابات بإعلان مشروع التقسيم سنة 1938،

 

 

وخلال الحرب العالمية الثانية أصبحت الولايات المتحدة الأمريكية تؤيد تأسيس دولة يهودية في فلسطين، وعقب الحرب العالمية الثانية قامت ابريطانيا بإحالة ملف القضية الفلسطينية إلي منظمة الأمم المتحدة التي قررت فيما بعد تقسيم أراضي فلسطين إلي دويْلتين عربية وصهيونية، وإثر انسحاب ابريطانيا من فلسطين يوم : 14/05/1948 أعلت العصابات الصهيونية المدعومة ابريطانيا وآمريكيا قيام دولة إسرائيل، الأمر الذي رفضه العرب بل ورفضوا مشروع التقسيم ككل، فاشتعلت الحرب التي انتهت بانتكاسة العرب وأدت إلي توسع الكيان الصهيوني علي حساب الأراضي العربية المجاورة لدولة فلسطين،

 

 

وبينما العرب منشغلون عن فلسطين وقضيتها، في ثورات التسلح والعسكرة والاستبداد والإجهاز علي ثورات الربيع العربي واستئصال أحلام الشعوب العربية في العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والحشد لحصار دولة عربية شقيقة وتشكيل تحالفات دولية وإقليمية لحرب عالمية علي قناة تلفزيونية، أعاد التاريخ نفسه في "مئوية بلفور" وجاء بوعد جديد للرئيس الآمريكي دونالد ترامب هذه المرة لكن لايقل خطورة عن سابقه وعد بلفور المشؤوم، وتماما كما سبق انتكس العرب أو الأنظمة الرسمية العربية، في إيقافه ورفضه وأخفقوا في التصدي له بل إنهم إستداروا نحو إسرائيل متسابقين لإرضائها وكسب ودها متجاهلين فلسطين وقضيتها متكالبين علي حركة حماس التي تقاومها وتمطرها بالصواريخ، والتي تعتبر هي القوة العربية الوحيدة التي تؤرق إسرائيل وتقض مضجعها، وتعد شوكة في حلقها، متجاهلين تاريخا طويلا من الدم المسفوك علي يد عدو واحد هو إسرائيل، بل أكثر من ذالك يعكفون الآن علي صناعة نكبة جديدة لفلسطين في الذكري السبعين لنكبة فلسطين تسمي "صفقة القرن" أو صفعة القرن بالأحري لوأد حلم دولة فلسطين وتصفية القضية الفلسطينة بمبادرة آمريكية صهيونية (مصرية) ورعاية وتبني من دول خليجية عبرية الهوي عربية الهوية،

فيما بقي وحدهم الفلسطينيون صامدون وقلة من العرب الوطنيون يكابدون تقلبات الزمن وقسوة الحياة يستغيثون، تتقاذفهم أمواج سطوة الأحتلال وكيد المتصهينين، متمسكون بحقهم في الأستقلال والعودة إلي فلسطين، مرابطون علي أرضهم، مثبتون للعالم عكس ما توهم أعداؤهم من أنهم "سيموت كبارهم وينسي صغارهم" وأنهم لم يمت كبارهم حتي وإن ماتت بعيدة عن الوطن أجسادهم ولم ولن ينس صغارهم حتي وإن عانوا ويلات اللجوء وخذلان الأشقاء وتكالب الأعداء، وأن فلسطين الحبيبة تسكن أرواحهم وعقولهم ووجدانهم وأنهم باقون ما بقي الزيتون في أرضهم، ومهما فعلت عصابة إسرائيل من سرقة للأرض وبناء للمستوطنات وجلب للمستوطنين سيعودون إلي أرضهم المقدسة التاريخية فلسطين، ولو بعد حين سواء طالت أو قصرت السنين.

 

سبت, 21/04/2018 - 00:22