مساحة إعلانية

     

 

    

  

الفيس بوك

بيرام يكشف تفاصيل مثيرة عن حركة "إيرا" وأزماتها الداخلية (صور)

قال رئيس حركة إيرا بيرام الداه اعبيد خلال لقاء مساء أمس، عقده مع عدد من المدونين في منزله بمقاطعة الرياض في ولاية نواكشوط الجنوبية، إنه قرر خلق فضاء لحرية التعبير في ظل الاختناق الذي يعيشه البلد على مختلف الأصعدة بما فيها المجال العمراني.

وأضاف ولد اعبيد أن من دواعي "المحرقة"، هو  "كسر الحاجز الذي رسمه البعض والذي يفرض جلوس البعض في الاسفل لتلقي الدروس من من يجلس في الاعلى". مضيفا أن: "هذا ما يجب كسره" وأضاف بيرام أنه قرر الجلوس الان في الاسفل حتى يبرهن على إرادته على كسر هذه القاعدة.

وأضاف ولد اعبيد أن لكل اعتقال من اعتقالات إيرا سببا، موضحا أن اعتقالات روصو تم خلالها توقيف أحد زملائه السابقين في الحركة ولم يكن بسبب القافلة وإنما بسبب تصريحات قال فيها إن ما يتعرض له لحراطين والزنوج أبشع مما يتعرض له الفلسطينيون من قبل الصهاينة، وإن هذه هي التهمة الحقيقية ولم تكن في المحاضر.

وقال بيرام إن لديه علاقات مع عدد من القيادات والاطر البارزين من الموريتانيين المتحررين، والذين يساعدون ويدعمون، وإن النظام، حاول بكل الطرق إقناع إيرا عبر وسطاء والضغط أحيانا للتخلي عن طرحها، وهو ما فشل فيه.

وأوضح أنه خلال اعتقاله بعد محرقة الكتب قضى سبعة أيام في السجن السري، ثم نقل إلى التحقيق، وتمت مطالبته بفك الروابط بين الزنوج ولحراطين في إيرا، موضحا أن المحققين قالوا إن قضية الكتب لا تعنيهم، وطالبوه بإلقاء التهمة على تواصل والشافعي، لكنه رفض ذلك جملة وتفصيلا مطالبا بمراجعة محاضر الشرطة لمن يرغب في التأكد من ذلك، مضيفا أن تلك المواجهة هزت المجتمع وهزمت المنظومة التقليدية، وخلقت نجاحات من أبرزها أنها خلقت الثقة عند عناصر الحركة، وقاطع بعضهم ولد حبيب الرحمن على منبره وهو ما يعد إنجازا كبيرا، مطالبا بتنمية هذا وتطويره ونشره.

موضحا أن البداية يجب أن تكون عبر مواجهة أولئك الذين يعتلون المنابر، وطالب ولد اعبيدي الجميع بالتحرر والانفتاح..

وأضاف ولد اعبيد في رده على بعض الاسئلة إن الدولة الموريتانية قررت مواجهة المنظمات الحقوقية منذ نشأتها حتى قبل إيرا، وتبنت خطابا وتوجها يمنع العبيد من التعلم والتملك، موضحا أن بعض القادة السابقين في إيرا لم يطالبوا بتبني إيرا لقضايا التعليم، طيلة تواجدهم في مناصب قيادية في الحركة.

ولد الداه قال إن حركة إيرا حررت أبناء العبيد ونقلتهم نحو مدارس الامتياز على نفقتها، موضحا أن بعض المدرسين السابقين في الحركة لم يطالبوا يوما بفتح قسم للتعليم، موضحا أن قرار تبني التعليم مكمل لدور الدولة، لكن المطالبة بإنهاء حركة حقوقية والاشتغال بالتعليم، أمر مستغرب، مضيفا أن إيرا خرج منها عدد كبير من المناضلين والدكاترة والأستاذة، وإن غالبيتهم أخبرت قيادة المنظمة بذلك ولم يتهمهم أحد بالجوسسة، لكنهم أبلغوا الحركة بذلك بعد أن عرضت عليهم الدولة وظائف، ولهم الحق الكامل في ذلك، خاصة بعد تعرضهم للضغط الكبير من الدولة ومجتمعاتهم التقليدية، وإن غالبيتهم تربطهم علاقات قوية به شخصياً، موضحا أن البعض الآخر دخل طرقا أخرى مشبوهة، قائلا إن بعضهم سافر معه ، وبعد شهر تفاجؤوا من بيان موقع من طرفه يتهم هذا البيان حركة إيرا ويروج لدعاية الدولة الكاذبة، كما أنه روج أكاذيب ضده شخصيا خصوصا حول المقابلة التي أجراها مع قناة سنغالية، التي مر آن ذاك على تاريخها شهر، دون أن يكلمه في ذلك، موضحا أن هؤلاء قبل مغادرتهم للحركة أخبروهم أنهم على اتصال مع أحد أقاربهم من ضباط الشرطة وقد قام هذا الضابط بفتح الباب لهم مع النظام، مضيفا أن قضية كزرة بوعاماتو كانت السبب الحقيقي لاستقالتهم، موضحا أن أحدهم أخبر الحركة بأن المنتسبين لها لن تقوم لهم قائمة بعد قضية كزرة بوعاماتو..، وأضاف بيرام أنه شخصيا طالب بعض القادة بضرورة التخلي عن مهاجمة أحدهم، وأمرهم بسحب تدوينات ومقالات كتبوها، موضحا أنه لم يقل كلمة واحدة في حق أي منهم، موضحا أنه لم يخبر أهل إيرا بأن فلانا جاسوسا ولم يطالب أحدا بالاستقالة من الحركة، إلا أن بعض المواقف لا تنطلي يضيف ولد الداه.

وأكد ولد الداه أن بعض الحقوقيين الآخرين تم حملهم من طرف محام الرئيس في فرنسا إلى باريس وعقدوا اجتماعات مع بعض البرلمانيين والحقوقيين الفرنسيين وروجوا لتوجه الدولة ومواقفهم معروفة لدى الجميع.

ولد اعبيد قال في رده على أحد الأسئلة إن العديد من لحراطين لا يعرفون العبودية ولا مستوى التراتبية داخل المجتمع، موضحا أن آدوابه تمثل التمرد على المجتمع وتقاليده، موضحا أن العبودية الحقيقية موجودة في مناطق الاستعباديين في تفرغ زينه ولكصر، موضحا أن قضية التوأمة مع البلديات الاوربية مسؤولية المنتخبين، ولا يمكن لإيرا جلب الاموال للمرتشين والفاسدين لكي يأكلوا على حساب العبيد، موضحا أن دور الحركة هو مواجهة المنظومة العسكرية الحاكمة والمنظومة القضائية، ودخل مناضلوها السجن ودفعوا الثمن، وقاموا بمؤازرة العبيد في ما يتعرضون له من الظلم والقهر.

موضحا أن الدولة واجب عليها التعاطي مع المنظمات الدولية بعد توقيعها على الاتفاقيات الدولية التي تخول للمسؤولين الدوليين في ميدان حقوق الإنسان مساءلة الدولة حول سياستها في مجال حقوق الإنسان.

وأضاف ولد اعبيد أن منظمة إيرا تشارك في المحافل الدولية وتهزم الحكومة ومنظماتها التي تجلب لمواجهة إيرا في تلك المحافل، موضحا أن البلاد بها عدد من سجناء الرأي بمن فيهم سجناء إيرا، موضحا أن سجناء إيرا هم وحدهم الذين نددت الامم المتحدة باعتقالهم منذ تأسيس الدولة، رغم سجن الذي تعرض له مآت الموريتانيين منذ تأسيس الدولة

و بخصوص ترشحه للانتخابات الرئاسية القادمة قال ولد اعبيدي إن تعدد المترشحين للرئاسة هو الذي خول لماكي صال الفوز على عبد الله واد، وكذلك مكن واد من الفوزعلى عبد اديوف، موضحا أن في ترشه تربية لأبناء العبيد حتى يعلموا أن هذا لهم ومن أجلهم، موضحا أنه لم يتفق مع المعارضة على توحيد مرشح واحد للرئاسة.

وأضاف بيرام أن مشروع توحيد لحراطين مشروع خطير ينذر بالتخندق الفئوي، وينذر باعتبار الآخر عدوا وقد يكون أداة لاستهداف الآخر، موضحا أنه يؤمن بتوحيد الجميع على مبدإ المساواة والعدالة، موضحا أنه يتمنى أن يدفع الجميع الثمن من أجل إنصاف الآخر، موضحا أن جهود المؤمنين بهذا التوجه يتمنى أن يتم توحيدها من جميع الفئات والاعراق حتى يتم القضاء على التمييز على أساس العرق أو الجنس.

وأضاف ولد اعبيد أن المنظومة التي تحكم البلد متناقضة ويجب أن لا نتكاسل حتى نعطي فرصة للظلاميين حتى يوجهوا خطاب الحركة نحو الدين واستهدافه، قائلا إن محرقة الكتب تم التأصيل لها وكانت انتصارا للدين الإسلامي وللرسالة المحمدية الخالدة.

وحول قضية توحيد لحراطين أوضح بيرام أن الحديث باسم هذه القضية ووصف لحراطين بالقبيلة التي يجب أن يتوحد أفرادها يعد نوعا من محاولة خلق أمر غير موجود، موضحا أن هذا البلد شهد تزويرا كبيرا للأنساب وإن كان لحراطين يحاولون خلق نسب يرجع إلى أب واحد فإنهم يحاولون تقليد أسيادهم وسيقودهم ذلك إلى الحمية القبيلة فقط وهذا أمر سلبي، موضحا أن ما يجمع لحراطين هو تاريخ مشترك، موضحا أنه لا يمكن التوحد على أساس العرق، وإنما يجب التوحد على أساس الفكر والمبادئ.

وفي رده على سؤال آخر قال ولد اعبيد إن اسم القائد لا يمكن أن تطلق على أي شخص موضحا أن البلد يشهد بعض الظواهر منها ما تخلقه الدولة ومنها ما يكون بدافع حب الظهور وكسب المال والمصالح الشخصية، موضحا أن لدى لحراطين مبادئ مختلفة وتوجهات مختلفة، ولا يمكن التوحد فقط لأننا حراطين فهذا الطرح غير سليم فالأصل لا يمكن أن يكون أساس التوحد، وإنما يبنى التوحد على أساس الايمان بالأفكار والتوجهات والمبادئ العامة، موضحا أنه التقى عددا من القيادات التي يمكنها أن تحرك الشارع ولديها عدد من الجماهير، لكنه لا يمكنه أن يجتمع بأي شخص لمجرد أن لديه منظمة..

وحول حصر حركة إيرا في بيرام قال ولد اعبيد إن هذا حكم مسبق قائلا إنه لا يمكن تصور مئات الدكاترة والأساتذة والشباب والطلاب كمجرد عبيد لبيرام متسائلا هل يعقل هذا من وجهة نظركم، موضحا أن بعض من غادروا إيرا يروجون لهذا وتستخدمهم الدولة لهذا الغرض.

وأوضح بيرام أن على الانسان أن يتحرر كل يوم، موضحا أن فتح باب للتعامل مع القوي يعطي مدا للمشروع السياسي، لكن ذلك لا يعني التخلي عن المشروع الحقوقي.

وعن مشاركته في الانتخابات الماضية وتشريع انتخابات الرئاسة الماضية لصالح العسكر، قال ولد اعبيد إن هذه دعاية روج لها البعض، لكن البعض يدرك أن العسكر لم يأتي مع ترشح بيرام فهو يحكم موريتاني منذ 1978 وبالتالي لا يمكن أن يتم ربطه بترشح بيرام، فالجميع ترشح معهم قبل ذلك أو دعمهم في انقلاباتهم، موضحا أن ترشحه لم يكن طلبا للنجاح، وإنما لتوصيل رسالة بعد فترة كان يشهد فيها حصارا، وخارج لتوه من السجن بحرية مؤقتة، وقد قرر إحراج النظام والمحكمة والمجلس الدستوري، حتى يرفض ترشحه ولا يتناقض مع ما تم الترويج له في تلك الفترة من طرف المنظومة التقليدية الحاكمة.

وأوضح بيرام أن منظمة إيرا منظمة موريتانية تجمع كافة أفراد المجتمع الموريتاني بجميع مكوناته، حتى ولو كانت قضية لحراطين هي البارزة نتيجة لبروزها على المستوى الوطني، فجميع الاحزاب والهيئات يجب أن يتصدر برنامجها قضية العبودية لأنها هي القضية الابرز في موريتانيا اليوم، موضحا أن حركة إيرا رغم الانتقادات التي توجه لها هي من تواجه التنكيل والتعذيب والسجن، موضحا أن أي شخص تحب الدولة أو المجتمع استهدافه يتم اتهامه بأنه من حركة إيرا، وهو ما يثبت نجاح استراتيجية إيرا الإعلامية والحقوقية.

وحول زيارته لبعض العلماء قال إنه يعتقد أن التصالح بين حركة إيرا كحركة مشاكسة ومناضلة مع الشيوخ والعلماء يمكن أن يكون هدفا بعد أن فشلت دعاية اجتثاث حركة إيرا.

موضحا أنه وجه كلاما مؤلما وجارحا للمجتمع والعلماء وقد آلمهم ذلك كثيرا، وقد تعرض لضغوط كبيرة من أجل التخلي عن ذلك الخطاب لكنه لم يرضخ لذلك، ولم يتخلى عنه، وإنما استخدمه في وقت معين لأهداف معينة يعرفها هو وبناء على استراتيجية واضحة له، موضحا أن الهدف الآن قد يكون العمل على تأسيس علاقة تصالح مع العلماء حتى يفهموا خطاب إيرا.

وأوضح بيرام أن من يستهدف حركة إيرا يعتبر في مواجهة مع المجتمع، مضيفا أنه خرج من نجدة العبيد دون أن يستهدفها وإنما ترك لها خطها النضالي وأسس إيرا وفق منهج وخط نضالي جديد

موضحا أن الهدف الآن قد يكون احتضان المشايخ حتى يكونوا جزءا من مشروع حركة إيرا، أو يتم تحييدهم على الأقل عن استهداف إيرا، مضيفا أن إيرا اليوم تبحث عن نقاط تلاق مع جميع مكونات المجتمع بما في ذلك المشايخ والشيوخ والسياسيين، موضحا أنه في مواجهة مع العسكر الذي يلعب على وتيرة تقسيم الشعب وتخويف بعضه من بعض، وهو ما يجب أن تتم مواجهته اليوم.

موضحا أن لقاءه ببعض المشايخ فيه جانب تربوي لأبناء لحراطين الذين لديهم فكر صدامي، وكذلك لبعض المشايخ الذين لم ينفتحوا بعد على إيرا.

 

جمعة, 19/01/2018 - 08:24