مساحة إعلانية

     

 

    

  

الفيس بوك

ولد عبد العزيز يشرف على إطلاق النسخة السابعة من مهرجان المدن القديمة في تشيت

أشرف الرئيس محمد ولد عبد العزيز صباح اليوم الجمعة على إطلاق النسخة السابعة من مهرجان المدن القديمة في مدينة تشيت بولاية تكانت.

 بدأ حفل الافتتاح بتلاوة عطرة من آي الذكر الحكيم، كما استمع الرئيس عزيز قبل ذلك إلى أداء للنشيد الوطني من تلامذة مدارس تيشيت متزينين بالعلم الوطني الجديد.

وتجول ولد عبد العزيز في جنبات المعارض المنظومة بالمناسبة بعد قطع الشريط الرمزي المؤذن بانطلاق أنشطتها السنوية ضمن هذا المهرجان.

كما زار رئيس الجمهورية المعرض النموذجي المنظم بهذه المناسبة والقرية الثقافية الزاخرة بالمنتوج الثقافي الوطني بمشاركة المدن التاريخية الأربع، وتفقد تعاونية استغلال السباخ "آمرسال".

وأشرف ولد عبد العزيز في نفس السياق على توزيع الدعم المادي المقد من طرف البرنامج الوطني لتنمية المدن القديمة والمواقع الأثرية.

وزار كذلك تعاونية استغلال الحجارة المصنعة في تيشيت، فيما أعطى ولد عبد العزيز إشارة انطلاق بث القناة الثقافية الوطنية التابعة لقناة الموريتانية.

وجرت فعاليات الافتتاح بحضور وزراء الثقافة، الصحة، الإسكان والزراعة ومدير ديوان رئيس الجمهورية ومفوضة الامن الغذائي ووالي ولاية تكانت وعدد من ممثلي السلك الديبلوماسي المعتمد لدى موريتانيا وعدد من النواب في الجمعية الوطنية وعدد من النواب في الجمعية الوطنية الفرنسية والسلطات الإدارية والبلدية والأمنية وجمع من المدعوين.

وألقى ولد عبد العزيز خطابا جاء فيه: "بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين

سكان مدينة تيشيت التاريخية،

ضيوفنا الكرام،

أيها السادة والسيدات،

يطيب لي أن أتوجه بخالص الشكر إلى سكان مدينة تيشيت التاريخية وإلى كل المواطنين الذين قدموا من مختلف مناطق الوطن، على الاستقبال الحار الذي خصصوه لنا اليوم، كما أرحب بضيوفنا الكرام الذين قطعوا المسافات الطويلة للمشاركة في فعاليات مهرجان المدن القديمة في نسخته السابعة.

ولا يسعني في هذا المقام إلا أن أتقدم بأخلص التهاني لكل الموريتانيين والموريتانيات، بمناسبة عيد المولد النبوي الشريف أعاده الله علينا وعلى الأمة الاسلامية والعالم أجمع بالخير واليمن والبركات.

أيها السادة والسيدات،

لقد قررنا منذ ثماني سنوات، تنظيم مهرجان المدن القديمة كل سنة في إحدى مدننا التاريخية ليكون نشاطا متميزا ضمن الفعاليات المعبرة عن ابتهاجنا واحتفائنا بمولد خاتم النبيين والرحمة المهداة للعالمين محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم.

فهذه المدن مثلت عبر التاريخ، مناطق جذب للعلماء والطلاب ومراكز إشعاع للعلوم الاسلامية والمعارف الانسانية التي حملها علماؤنا الأجلاء جنوب الصحراء وشمالها وعرفت ساكنتها على مر العصور بالتمسك بتعاليم ديننا الحنيف، دين الوسطية والاعتدال.

أيها السادة والسيدات،

لقد أصبح مهرجان المدن القديمة معلمة ثقافية أصيلة ومشروعا اجتماعيا متميزا يحيي تراثنا العربي الافريقي المجيد ويعزز لحمتنا الوطنية ويبرز الاسهام الثقافي الموريتاني في تنوعه وثرائه الفريد ويحفز السياحة وينشط التنمية المحلية، كما أنه فرصة لإعادة الاعتبار لموروثنا المادي والروحي من خلال إحياء الالعاب الثقافية التقليدية واللقاءات الفكرية والمسابقات العلمية. وهو فرصة كذلك لإبراز عبقرية الانسان الموريتاني وقدرته على التكيف مع محيطه واستثماره الأمثل لمقدراته.

كما أنه مناسبة لترسيخ قيم التضامن والتكافل في اطار الوحدة الوطنية والإخوة الإسلامية.

إن الواجب الوطني يفرض علينا الاهتمام بمدننا التاريخية وتنمية مواردها وتطوير بناها التحتية وفك العزلة عنها، فهي شاهد حي على حقبة ازدهار عرفتها بلادنا ينبغي علينا جميعا أن نفخر بها كما يجب علينا الحفاظ على هذه المدن والدفع بالتنمية فيها وأن نجعل منها أقطاب جذب للباحثين والمهتمين بتاريخنا وعاداتنا.

أيها السادة والسيدات،

إن إطلاق مهرجان المدن القديمة من مدينة تيشيت، التي ظلت مصدر إشعاع حضاري ومنارة علمية سامقة والمعبرة في عمرانها وثقافتها عن أصالتنا، يجعل هذه المدينة العريقة عاصمة للثقافة الوطنية لهذا العام ومصدر إلهام للعبقرية الموريتانية...

وفي الختام أجدد الشكر لسكان مدينة تيشيت التاريخية ولكل الذين سهروا على إنجاح هذه التظاهرة الهامة، معلنا على بركة الله انطلاق فعاليات مهرجان المدن القديمة في نسخته السابعة.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".

وتميزت الفعاليات بكلمة لعمدة بلدية "تشيت"، كما ألقى وزير الثقافة محمد الأمين ولد الشيخ كلمة خلال الحفل، تطرق خلالها لدلالة الحدث وللجهد الذي تقوم به الحكومة في مجالات متعددة.

 وزير الثقافة، أكد أن مدننا التاريخية أصبحت في مأمن من الخطر الذي كان يتهددها بفضل جهود فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز.

وأضاف مخاطبا ولد عبد العزيز: "أنتم من أطلق النسخة الأولى وحرصتم دائما على افتتاح النسخ اللاحقة، مما كان له أكبر الاثر في تحريك الساحة الثقافية، حيث توالت الانجازات والمشاريع التي ينفذها ويرعاها قطاع الثقافة، من فضاءات ومعارض ومهرجانات، بالإضافة الى صيانة التراث المادي واللامادي، حيث ستزورون يا سيادة الرئيس اعمالا وورشات ينفذها القطاع في مدينة تيشيت واغريجيت في اطار البرنامج الوطني لصيانة المدن والمواقع الاثرية".

وأضاف أن مدينة تيشيت التي تحتضن النسخة السابعة من المهرجان، ظلت واسطة عقد المدن الموريتانية القديمة المصنفة تراثا عالميا، حيث كانت تؤمها قوافل التجارة قادمة من الجنوب الشرقي تحمل خيرات افريقيا السمراء وتؤمها قوافل من افريقيا الشمالية في منطقة المغرب العربي في حركة نشطة على ظهور العيس أيام كانت الابل سفنا تمخر عباب الصحراء .

واضاف ان هذه المدينة تنادى مختلف اصحاب المعارف المختلفة من مختلف انحاء المنطقة ناشرين علومهم ودعوتهم للحق بالتي هي احسن مدرسين ومؤلفين وهم يحملون الاخلاق النبيلة والفكر الوسطي وينشرون التسامح والاخلاق حيث ما حلوا واينما حطوا الرحال.

وبين ان هذه المدينة هي اثرى المدن القديمة بنفائس المخطوطات بحكم توسطها طريق القوافل وقد عرفت بعلمائها وأدبائها عبر العصور واكثر من ذلك بصناعاتها، حيث كانت تدعى تيشيت (اللباس)، مذكرا بأن صناعة الثياب كانت مزدهرة قديما في هذه المدينة التي كانت تنسج فيها ثيابا من القطن وأخرى فاخرة من ثمرة العشر ذات الملبس الحريري .

كما كانت تنسج فيها ثياب من وبر الابل والصوف زيادة على الصناعات الجلدية وتجارة الملح (آمرسال) التي لاتزال موجودة إلى يومنا هذا .

وقال إن المصنفات التي تزخر بها مكتبات تيشيت اليوم خير دليل على ان اهتمام علمائنا لم يكن مقصورا على العلوم الشرعية واللغوية والانسانية وإنما تجاوز ذلك الى علوم الفلك وعلم الانواء والحساب والهندسة والطب والبيطرة وغيرها من علوم الطبيعة النافعة في الحياة.

وقال وزير الثقافة ان هذه الكتب كانت موجودة اثناء ازدهار المعارف العلمية في عصر ازدهار الحضارة الاسلامية العربية، قبل ان تنصرف الانظار عن العلوم المهمة لأي نهضة حقيقية فيتلقفها غيرنا فيتقدم بها ونتأخر نحن بسبب إعراضنا عنها.

واوضح ان اهتمام "رئيس الجمهورية بإشاعة هذه العلوم في مناهج التربية والتكوين المهني يجد تأسيسه فيما دأب عليه الجدود من اهتمام بالعلوم جميعا بشكل متوازن، حيث ينال كل علم ما يستحق من اهتمام سعيا الى النهوض بالأمة وترسيخ دعائم التنمية المتينة مع الاحتفاظ بالهوية المعرفية والحضارية لموريتانيا المستقبل، لتكون بلاد موريتانيا بلاد مليون شاعر ومليون مهندس ومليون طبيب ومليون مستثمر لتكتمل النهضة".

واشار الوزير الى ان المدن القديمة بعد أن طوى مهرجانها نسختها السابعة، أصبحت في مأمن من الخطر الذي كان يتهددها سواء من ناحية البنى التحتية أو المقومات التراثية أو الثقافية والمساهمة في التنمية البشرية، حيث عاد السكان الى المدن التي هجروها واستعادوا ثقتهم في إمكانية العيش الكريم داخلها حيث تتنادى سنويا جماعات وفرادى لتقيم مدة في عرس ثقافي حافل، يعرض فيه كل فنان أو أديب أو صاحب صناعة تقليدية أو حرفة، ما لديه، يشهد الناس منافع لهم ويتبادلون المعلومات القيمة، ويحيي الذاكرة الجمعية ويشد أواصر الوحدة الوطنية على أسس من التنوع الثقافي ضمن وحدة وطنية عميقة في الرؤى والمبادئ الكبرى لامتنا .

وقال الوزير إن للرموز الوطنية أهمية بالغة، فهي مقوم أساسي من مقومات الاعتزاز والامتنان والعرفان بالجميل، بمن ضحوا بحياتهم في سبيل الدفاع عن هذا الوطن، مذكرا في هذا السياق بمعركة تيشيت في يناير 1913 التي خاضها مجاهدون بأسلحتهم ضد الاستعمار، كما خاضها العلماء بعلمهم وخاضها الاهالي بمدهم المقاومين ومؤازرتهم فعلى بطحاء تيشيت سالت دماء شهداء وأسر الامير المجاهد سيد احمد ولد احمد عيده وسطرت بطولات لا تنسى في جميع أنحاء البلد من ظهر النعمة الى افله وآفطوط ومنطقة النهر وآدرار وانشيري وتيرس ومنطقة الساحل.

وقال مخاطبا رئيس الجمهورية: "تجسيدا لحق المقاومين في تخليد بطولاتهم، جاء العلم الموريتاني الجديد والنشيد الوطني اللذين أصبحا يمثلان كل الابعاد الوطنية التاريخية كما يقدمان الدليل الساطع على أن موريتانيا كانت محمية من قبل كما هو الحال اليوم بفضل الله ثم بجهودكم الجبارة في تحقيق الامن والاستقرار" .

وأشار الى أنه في السنوات الاخيرة انصبت الجهود على إنجاز المشاريع الكبرى في مجال البنى التحتية من طرق وموانئ ومطارات ومدارس ومستشفيات وشبكات مياه وكهرباء وتأهيل الاحياء العشوائية، إضافة الى جاهزية القوات لمسلحة واطلاق الحريات العامة، مبرزا أن الثقافة كانت حاضرة في اهتمامات رئيس الجمهورية حيث خصص صندوق لدعمها باقتطاع 1% من العائدات الجمركية .

ورحب الوزير في ختام كلمته ب "إخوان لنا في الجوار والثقافة أبوا إلا أن يشاركونا فرحة هذه المناسبة الكبيرة رغم وعورة الطريق وبعد النجعة".
 وكان وزير الثقافة محمد الأمين ولد الشيخ، قد إطلع يوم أمس بمدينة تيشيت على التحضيرات الجارية لانطلاقة فعاليات النسخة السابعة من مهرجان المدن القديمة الذي ستحتضنه هذه المدينة التاريخية غدا الجمعة.
وشملت زيارة الوزير عددا من المرافق الحيوية التي سيتم وضع الحجر الأساس لبعضها وتدشين البعض الآخر.

ومن بين المواقع التي زارها الوزير الموقع الأثري الواقع على سفح جبل أغريجيت الذي يبعد 42 كلم شرق مدينة تيشيت.

وقد قامت وزارة الثقافة والصناعة التقليدية ببناء ممر يساعد على الصعود إلى هذا الموقع الأثري، حيث يبلغ ارتفاع الجبل ما يناهز 700 متر.

ونشير إلى أن مدينة أغريجيت الأثرية يعود تاريخها حسب الخبراء والباحثين إلى ما يزيد على 4000 سنة.

 

جمعة, 01/12/2017 - 16:30