مساحة إعلانية

     

 

    

  

الفيس بوك

لجنة الصندوق والتخندق المبكر

بقلم عبد الفتاح ولد اعبيدن

لوحظ منذ اليوم الأول لتعيين لجنة الصندوق أن عضوين على الأقل من أعضائها، بدأوا حملة مبكرة، فور تعيينهم، طابعها تصفية الحسابات والانتقائية والاستهداف الصريح، حيث استهلوا نشاطهم بأسلوب سياسي مكشوف، ضد بعض الزملاء، تحديدا المتهمين في سياق ما يعرف بـ "ملف ولد بوعماتو"، ثم وصلوا إلى قامات معروفة في الحقل الصحفي، بدءا بنقابة الصحفيين، محاولة يائسة للترسيخ في أذهان القراء، أنها أصبحت شذر مذر، وحددوا بالأسماء بعض الزملاء نقدا وتعييرا، حتى لم يسلم منهم الزميل يحي ولد الحمد، أحد أقدم الصحفيين، وأبعدهم من الدخول في الجدل التقليدي بين مكونات المسرح الصحفي، وللتذكير تبيينا وتوضيحا، الزميل يحي ولد الحمد، هو المدير الناشر لجريدة القدس، ووصلها واعترافها الرسمي، أقدم من وصول واعترافات الكثير من الصحف الورقية المعروفة اليوم، وقد شارك في إصدار أول عدد من صحيفة "أخبار نواكشوط" المعروفة، وهو من أكثر الزملاء دراية وتجربة وارتباطا بالحقل الصحفي باختصار.

 أما التلاعب بعرض وسمعة محمد عالي ولد عبادي أو غيره فهو أمر مهين لا يحتمل، ويعرف الجميع مدى مهنية وأخلاقية الزميل محمد عالي، وأسبقيته في الحقل، ويعرف من كتب ونشر سواء ولد بوجرانه أو ولد ابنو أو غيرهما من الناشرين إثارة وتهويلا، أن من كان بيته من زجاج فلا ينبغي أن يرمين الناس بالحجارة، سواء في مجال الانتماء للحقل أو المستوى العلمي أو المهني.

وعلى العموم محاولة تجاوز بعض القامات الإعلامية الكبيرة، التي فرضت نفسها على المسرح الصحفي بجدارة ومسالمة وتوازن، أمر مستحيل، والمصر على الإقدام عليه، كمن يدور في حلقة مفرغة، للأسف البالغ.

وقطعا لكل تجربة بشرية ايجابياتها وسلبياتها، ولكن شتان بين السماء والأرض.

ولا غرابة أن يقع كل هذا الغلط من قبل  وزيرتنا الموقرة، هداها الله للأصوب.

فحين صرحت أن اقتراح اللجنة المذكورة تم وفق رأي مدير الصحافة المكتوبة، عيسى ولد اليدالي، المثير للجدل، على رأي البعض، فبعدها لا يمكن أن يستغرب أي عارف بهذا المهندس المتدرب، حصاد آرائه واقتراحاته.

فاللجنة حصلت على رأس، حاول باستمرار الإنصاف قدر الإمكان، حسب تجربته في السنة المنصرمة، لكنها ما زالت تبحث عن بعض الأعضاء الأكثر إجماعا وهدوءا، على ضوء التصرفات المشار إليها.

وحرصا على عدم صب الزيت على النار وعلى مصلحة الصف الإعلامي دون تمييز، أدعو الوزارة وإدارة الصحافة المكتوبة واللجنة المعينة وغيرها من جهات التمثيل الصحفي، على اختلاف مستوياته ومشاربه، إلى عقد جلسة حوارية توافقية عاجلة، لتفادي  استمرار الحريق الناشب في الحقل الإعلامي الحساس الهش.

فالصحافة ليست ميدانا للتموقع السياسي والحزبي أو إرضاء توجهات وأغراض الموالاة أو المعارضة، وإنما مجال مهنة نبيلة، لخدمة الدولة والمجتمع، بجدية وحرفية ومبدئية صارمة.

ولا ينبغي أن تكون لجنة توزيع مبلغ الدعم الرمزي الضئيل، ساحة لتصفية الحسابات.

وأأكد أن الإعلاميين في التعامل مع زملائهم جميعا، لا يعتمدون على إرضاء أي طرف ولا يحبذون وصم أي مجموعة ولا وصفها، تمهيدا لظلمها، مثل القول الشائع، جماعة ولد بوعماتو أو صحافة الاتجاه الإسلامي أو غير ذلك من الأساليب المناهضة لأخلاقيات المهنة، التي اعتمدها بصراحة ولد ابنو وبوجرانه، المتعجلين حسب ما يبدو، على الثمرة والنفوذ، مهما كانت تلك الثمرة ملطخة بأعراض بعض الزملاء بأسلوب مباشر كما حصل فعلا، أو كان ذلك النفوذ هشا عابرا بامتياز.

وللتذكير دأبت كافة اللجان المكلفة بتوزيع هذا المبلغ المثير للجدل باستمرار، على اعتماد أساليب متفاوتة في الانتقائية والتمييز، لكن رحم الله الحجاج ما أعدله.

أربعاء, 15/11/2017 - 01:51